عدد المساهمات : 29 [نقاط العضو] : 39 تاريخ التسجيل : 02/03/2010
موضوع: مذكرات سجين!! الجمعة مارس 05, 2010 3:59 pm
صباحكم..حرية..
صباحكم..freedom صباحكم..التقاء عيونٍ فقدتها أنا منذ زمن ليس بالقصير.. وسأفقدها..لمدة 28 عاماً..لاتزيد ولا تنقص الا بأمر ربي.. .. يوووووه لقد نسيت أن أعرفكم على شخصي الكريم.. أنا اسمي..حميدان التركي.. .. .. نعم عزيزي..انا سجين امريكا.. انا الطالب المبتعث الذي تعرفتم عليه عن طريق الجرائد..التي ضمت قضيتي.. .. انا اليوم اطل عليكم من نافذة هي اقل حرية يمكن ان احلم بها.. .. انا اليوم تنزف جراحي..كعادة أي انسان جرسبب.. .. بالأمس كنت اطمح لأن يقال(الدكتور)حميدان التركي.. اليوم يقال عني(السجين)حميدان التركي.. ل 28 عاماً ظلماً و بهتاناً.. آآآآآآآآه عن ماذا اتحدث.. عن اي قضية ستضمها جدران الدنيا..وانا اكبر قضاياي..جدران سجن ضمني ظلماً.. ..آآآآآآه يا جرحي.. آآآآآه يا قلبي ..ل 28 عاماً مقبل سأعيش لوحدي..بلا انيس .. بلا رفيق درب.. امي سأخسر حضنها.. وسأخسر قبلات بناتي..
حديث..كسّرت اجنحته..فجأة ومن دون ..سأحرم من رؤيتكم ابنائي.. سأفقد النظر اليكم.. ل 28 عاماً.. ترى خلال هذه المرحلة..أعني خلال هذه السنين..كيف سيكون شكلكم.. كيف..ستكبرون..من سيستذكر لكم دروسكم ومن سيشرح لكم المنهج ان صعب عليكم.. زوجتي..ترى خلال هذه العقود التي سأحرم منك..من سيشاركك غرفتك..ومجادلتك.. من سيسمع لك ولجيثك العذب.. ..آآآآه يا قلبي..كيف سأعيش 28 عاماً بلا ظلال من احبتي.. .. اخبروني من اين ابدأ..؟؟ وكل شيء انتهى.. تخيل ان يرفع الكرت الأحمر من امام مرأى حريتك..لتغادر حريتك ملعب الحياة ولن تعاود اللعب الا بعد 28 عاماً لا تزيد ولا تنقص الا بامر ربي.. .. سأخبركم عن حياتي في دنياي الجديدة.. للأسف الدنيا لا تصغر في النحو..هكذا تعلمنا.. ولكنها تصغر في عين سجين في كل بقاع الأرض.. انا سجين special...في امريكا..
محروم من كل شيء لا لشيء بل لأني مسلم ملتحي.. نعم هذا هو جرمي.. في الليل يهدأ السجن..وتمتص جدرانه شخير السجناء.. انا في ظلمات ثلاث.. ظلمة سجني.. ظلمة ليلي.. ظلمة غربتي.. انام مع قاتل محترف.. مع مجرم شاذ.. مع مدمن.. مع اشخاص امثالي لا يعلمون لماذا زُج بهم الى السجن.. اعيش في بيئة موبوءة..هكذا وبإختصاراً شديد.. .. اضع يدي تحت رأسي..واجلس اتابع (فيلم)حياتي على (شاشة)عقلي.. وتنزل دمعتي بكل عفوية..احاول ان اخنقها..الا انها تخنقني.. انهض..من سريري..واقف امام جدار الزنزانة..اقترب منها..احاول ان اذوب واخرج.. اشتقت لأمي..لزوجتي..لأبنائي.. اشتقت لحريتي.. لا يمكنكم وصف كمية العجز في ادارة حياتك بدون حريتك.. ... (لحظة بكاء).. في نصف الليل اقوم لأصلي قيام الليل.. نعم .. امريكا حرمتني..احبابي الا انها لم تحرمني ربي.. ابكيييييييييييييي بعمق في سجادتي.. ينهض صاحبي الذي بجواري ويبكي معي.. ينتظرني حتى انهي صلاتي ومن ثم يضمني ويبكي معي..كأننا ثكالى بل نحن كذلك.. اقلب نظري يمين ويساراً لا شيء جديد سوى النزف.. يتجه صاحبي الى سريره ليدعي النوم..وبالحقيقة اسمع بكائه المخنوق..من تحت وسادته..البالية.. اتجه انا الى سريري.. واتلحف (فضلة)..امريكا علي..!! وانام حتى يوقظني صاحبي الآخر..ان صلاة الفجر قد حانت.. اقوم لأصلي الفجر مع ثلتي القليلة.. على مرأى من عيون بعض اليهود والمسيحيين.. تنتهي الصلاة.. يتجه كل واحداً منا الى حضن فراشه اليتيم.. واتجه انا.. الى ذات السرير.. نستيقظ الساعة السابعة لنتناول إفطارنا..نتناوله..جميعاً..نعم متفرقون في كل شيء الا ان السجن يجمعنا بذات الحلم..ال freedomهو حلمنا جميعاً.. بعض السجناء يتفهون بالنكت والدعابات..ليخففوا الضغط الممارس علينا.. والشرطة من حولنا..تنظر الينا بنظرات السخرية و الدونية.. ونحن كما نحن نقتلهم بضحكنا..وبقصصنا.. ننهض بعدها كي نقوم بمهامنا اليومية.. نتدرب وننظف ونغسل وكل شيء يخطر في بالك... حتى يحين وقت الإستراحة..اخرج انا الى ساحة السجن.. وافكر..بقضيتي.. كيف (لتهمة) لا اساس لها تزجني في السجن الى اجل غير مسمى.. كذبة اختلقتها امريكا على لسان خادمتي..تصدقها امريكا بذاتها.. تكذب الكذبة وتصدقها.. ولكأن قضايا الأرض انتهت.. وتفرغت للتهم ولتنظيف الأرض مني ومن اشكالي.. وهناك الف قضية تصنعها امريكا..ولا احد يحاكم فيها..!! الف ضحية تموت على يدها الكريمة.. وليس هناك من محاسب..
لابأس فدعوة المظلوم لا حجاب بينها وبين الله.. .. حينما تغيب الشمس..نتجمع نحن السجناء لنحكي عن همومنا واحلامنا..وطموحاتنا.. كيف كنا بالأمس وكيف صرنا اليوم.. ..{..احلامنا شتى الا ان حلماً واحداً يجمعنا.. نعم.. كما توقعت انت ..حلم الحرية.. تباً لبلد الحرية والديموقراطية..التى ترفعها شعاراً لا اكثر ولا اقل.. .. .. .. أن تخسر جزء من حياتك شيء صعب ,,ولكن كيف لو تخسر حياتك بأجمعها..؟؟ اترك لكم الأجابة يا سادة..!! .. تعالوا وادخلوا الى داخل مخيلتي..لأعيد لكم مشهد عائلتي حينما نطق بالحكم,, بداخل ذاكرة حميدان في ساعة النطق ترى ماحجم الجرح الذي انبثق في قلوبكم..؟؟ جرحكم يا سادة صغيييييييييييييييييييييييير مقارنة بجرحي وجرح اهلي.. جرح لا يمكن وصفه مهما تجمعت الأنس و الجن.. ..آآآآه يا قلبي.. سأمضي هنا 28 عاماً ,,لوحدي.. ستشرق الشمس لمدة 10,220 يوماً.. وسأستقبل العيد لوحدي ..56 مرة.. يا الله كن معي.. اردد ما قالته ابنتي لمى لي.. إن بعد الليل فجرا.. وبعد الظلام نورا... وبعد العسرِ يسرا. النصر قادم والفرج قريب.. ..استأذنكم يا سادة فالشرطي يطلب مني ان انام .. ..لا تنسوني من صالح دعواتكم..
ابنكم ..السجين الدكتور.حميدان التركي (سواء ارضي العالم ام سخط)